أن يكون عطفًا على محل ﴿لَا﴾ مع ﴿أَدْنَى﴾، كقولك: لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله بفتح الحول ورفع القوة، وأن يكونا مرفوعين بالعطف على محل ﴿نَجْوَى﴾، كأنه قيل: ما يكون أدنى ولا أكثرُ إلا هو معهم. وقد جوز أن يكونا مرفوعين على الابتداء، كقولك: لا حولٌ ولا قوةٌ إلَّا بالله، بالرفع والتنوين فيهما (١).
وقوله: ﴿ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ﴾ الجمهور على فتح النون وتشديد الباء وضم الهمزة، وقرئ: (ثم يُنْبِئْهم) بإسكان النون والهمزة تخفيفًا (٢).
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيَتَنَاجَوْنَ﴾ وقرئ: (ويَنْتَجُون) (٣)، وكلاهما بمعنىً، يقال: تناجوا وانتجوا، ولذلك قالوا: ازْدَوَجُوا، فصححوا إذ كان بمعنى تزاوجوا.
وقوله: ﴿وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ﴾ الجمهور على ضم العين وإفراد
(٢) كذا هذه القراءة دون نسبة في الكشاف ٤/ ٧٤. والبحر ٨/ ٢٣٥. والدر المصون ١٠/ ٢٧٠.
(٣) قرأها حمزة، ورويس. انظر السبعة/ ٦٢٨/. والحجة ٦/ ٢٧٨. والمبسوط/ ٤٣١/. والتذكرة ٢/ ٥٨٣.