وقوله: ﴿وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾ في الكلام حذف مضافين، والتقدير: مَسَّ حاجةٍ من فَقْدِ ما أوتي المهاجرون من الفيء وغيره، أي: لا يحسدونهم على ما أوتوا من الفضيلة، فحُذفا للعلم بهما.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا﴾ يجوز أن يكون في موضع جر أيضًا عطفًا على ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ﴾، فيكون قوله: ﴿يَقُولُونَ﴾ حالًا، وأن يكون في موضع رفع بالابتداء، والخبر ﴿يَقُولُونَ﴾.
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١١) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١٢) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (١٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَنَخْرُجَنَّ﴾ جواب القسم، وأَغْنَى جواب القسم عن جواب الشرط، ومثله ﴿لَا يَخْرُجُونَ﴾، وكذا ﴿لَا يَنْصُرُونَهُمْ﴾، ودل على القسم في هذه المواضع اللام في ﴿لَئِنْ﴾.
وقوله: ﴿لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّه﴾ أي: رهبتكم في قلوبهم أشد من رهبة الله، فالمصدر المقدر حذفه في تقدير الإضافة إلى الفاعل، و ﴿رَهْبَةً﴾ نصب على التمييز. وقيل التقدير: رهبتهم لكم تزيد على رهبتهم لله.
﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (١٤) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٥) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (١٦)﴾: