قوله عز وجل: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا﴾ (جميعًا) نصب على الحال من الضمير المرفوع، أي مجتمعين. ﴿إِلَّا فِي قُرًى﴾: جمع قرية على غير قياس، والقياس قِرَاء (١).
(أو من وراء جدار) قرئ: بكسر الجيم وفتح الدال وبعدها ألف (٢)، وفيه وجهان، أحدهما: مفرد يراد به الجمع، كقوله: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ (٣) أي: أطفالًا. والثاني: تكسير جدار، والألف في الواحد كألف كتاب، وفي الجمع كألف ظِراف، ونظيره: ناقة هِجان، ونوق هِجان، ومثله: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (٤) هو جمع إمام، وهو عند الأخفش: جمع آمّ، كقيام في جمع قائِم (٥).
و﴿جُدُرٍ﴾ بضم الجيم والدال من غير ألف على الجمع (٦).
و(جُدْر) بضم الجيم وإسكان الدال (٧)، [وهي تخفيف الأولى. و (جَدْر) بفتح الجيم وإسكان الدال] (٨) والجَدْرُ والجدَارُ بمعنىً وهو الحائط، غير أن جمع الجدار جُدُر، وجمع الجَدْرِ جُدْران، كبطْنِ وبُطْنان (٩)، وقد

(١) انظر إعراب النحاس ٣/ ٤٠٠ - ٤٠١.
(٢) هذه قراءة ابن كثير، وأبي عمرو كما سوف أخرج.
(٣) سورة غافر، الآية: ٦٧.
(٤) سورة الفرقان، الآية: ٧٤.
(٥) انظر مذهب الأخفش مع تخريج القراءة في المحتسب ٢/ ٣١٦ - ٣١٧.
(٦) هذه قراءة الباقين من العشرة: انظرها مع القراءة الصحيحة الأولى في السبعة/ ٦٣٢/. والحجة ٦/ ٢٨٣. والمبسوط/ ٤٣٣/. والتذكرة ٢/ ٥٨٥.
(٧) قرأها الحسن، والسلمي، وأبو رجاء، وأبو حيوة وآخرون. انظر مختصر الشواذ / ١٥٤/. والمحتسب ٢/ ٣١٦. والمحرر الوجيز ١٥/ ٤٧٥. وزاد المسير ٨/ ٢١٨.
(٨) أضفتها من المصادر لأن ما بعدها يدل عليها، وهي رواية عن ابن كثير وغيره من المكيين.
انظر مختصر الشواذ/ ١٥٤/. والمحرر الوجيز ١٥/ ٤٧٤. والقرطبي ١٨/ ٣٥. ونسبها ابن الجوزي في الزاد ٨/ ٢١٨ إلى عمر ومعاوية - رضي الله عنهما -، وعاصم الجحدري.
(٩) كذا في الصحاح (جدر).


الصفحة التالية
Icon