في: لا أبالك، تأكيدًا لمعنى الإضافة في لا أباك (١). وقيل: مفعول ﴿يُرِيدُونَ﴾ محذوف واللام لام العلة، أي: يريدون الكذب ليطفئوا نور الله بأفواههم (٢).
وقوله: (مُتِمٌّ نُورَه) أي: يتم نورَه، وقرئ: (مُتِمُّ نورِه) بالإضافة (٣)، وهي في نية الانفصال، وقد جوز أن تكون الإضافة حقيقية عَلى معنى: أتمّ نوره، كما تقول: هو ضَارِبُ زيدٍ أمس.
وقوله: ﴿بِالْهُدَى﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿أَرْسَلَ﴾، أي: أرسله بسبب الهدى، وأن يكون في موضع الحال من ﴿رَسُولَهُ﴾. ﴿وَلَوْ كَرِهَ﴾: ﴿لَوْ﴾ بمعنى (إن) وجوابه محذوف، أي: وإن كرهوا ذلك فالله تعالى يفعله لا محالة.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿تُؤْمِنُونَ﴾ اختلفت النحاة فيه، فقال بعضهم: هو على تقدير حذف (أن)، أي: أن تؤمنوا، لأنه تفسير للتجارة، ومحله: إما الجر على البدل من ﴿تِجَارَةٍ﴾ أو الرفع، أي: التجارة هي أن تؤمنوا، فلما حذف (أن) ارتفع الفعل، كقوله:

(١) القول لصاحب الكشاف ٤/ ٩٤.
(٢) انظر هذا القول في روح المعاني ٢٨/ ٨٨ أيضًا.
(٣) هذه قراءة ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وخلف، وقرأ الباقون: (والله مُتمٌّ نورَه) انظر السبعة/ ٦٣٥/. والحجة ٦/ ٢٨٩. والمبسوط/ ٤٣٥/. والتذكرة ٢/ ٥٨٧.


الصفحة التالية
Icon