وقوله: ﴿وَآخَرِينَ﴾ يجوز أن يكون في موضع جر عطفًا على ﴿الْأُمِّيِّينَ﴾، أي: وبعثوا في ﴿آخَرِينَ﴾. وأن يكون في موضع نصب عطفًا على المضمر المنصوب في ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ﴾، أي: ويعلم آخرين. و ﴿مِنْهُمْ﴾ في موضع الصفة لـ ﴿آخَرِينَ﴾، و (من) للتبيين
﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) قُلْ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٦) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ﴾ مبتدأ خبره: ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ﴾. و ﴿يَحْمِلُ﴾ في موضع الحال من ﴿الْحِمَارِ﴾، أي: حاملًا، والعامل فيها ما في المثل من معنى الفعل، وقد جوز أن يكون في موضع جر على الوصف، لأن الحمار كاللئيم في قوله:
٥٩٦ - وَلَقَدْ أَمَرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي.......................... (١)
وقوله: ﴿بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ﴾ في موضع ﴿الَّذِينَ﴾ وجهان:
أحدهما: في موضع رفع لقيامه مقام المقصود بالذم، والتقدير: بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا بآيات الله، فـ ﴿مَثَلُ الْقَوْمِ﴾: فاعل ﴿بِئْسَ﴾، وهو مضاف إلى ما فيه الألف، واللام للجنس، و ﴿مَثَلُ الَّذِينَ﴾ هو المقصود بالذم، ثم حذف المضاف الذي هو (مثل) وأقيم المضاف إليه مقامه.

(١) من مقطوعة اختارها الأصمعي/ ١٢٦/ ونسبها إلى شمر بن عمرو الحنفي، وشطره الآخر:
......................... فمضيتُ قلت ثُمَّتَ لا يعنيني
وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٢٤. والخصائص ٣/ ٣٣٠. وأمالي ابن الشجري ٣/ ٤٨. وانظر الخزانة ١/ ٣٥٧.


الصفحة التالية
Icon