﴿لَتُنَبَّؤُنَّ﴾ أو لقوله: ﴿خَبِيرٌ﴾ لما فيه من معنى التهديد والوعيد، كأنه قيل: والله معاقبهم، قاله الزمخشري (١). وأن يكون مفعولًا به بإضمار اذكر، فيحسن الوقوف على هذا على ﴿خَبِيرٌ﴾.
وقوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ (خالدين) حال من الهاء في ﴿يُدْخِلْهُ﴾. ووحد أولًا حملًا على لفظ (مَن) ثم جمع على معناه. و ﴿أَبَدًا﴾ نصب على الظرف، وكذا ﴿خَالِدِينَ﴾ الثاني نصب على الحال من ﴿أَصْحَابُ﴾، والعامل فيها ما في ﴿أُولَئِكَ﴾ من معنى الفعل.
﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ (يهد) مجزوم على جواب الشرط، والجمهور على الياء النقط من تحته، والمنوي فيه لله عزَّ وجلَّ، وقرئ: (نَهْدِ) بالنون (٢)، وكلاهما يرجع إلى معنىً واحدٍ، وقرئ: (يهدَأْ) بفتح الدال وبعدها همزة ساكنة ورفع (قلبه) (٣) على معنى: يطمئن قلبه، يقال: هَدَأ فلانٌ يَهْدَأ بفتح العين في الماضي والغابر هَدْءًا وهدوءًا، إذا
(٢) قرأها عثمان - رضي الله عنه -، وطلحة بن مصرف، والأعرج، والضحاك انظر مختصر الشواذ / ١٥٧/. وزاد المسير ٨/ ٢٨٤. والقرطبي ١٨/ ١٤٠.
(٣) قرأها مالك بن دينار كما في المختصر. وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، والجحدري، وأبو نهيك كما في زاد المسير ٨/ ٢٣٨ - ٢٨٤.