لأنه اسم فاعل بمعنى الاستقبال، فهو يعمل عمل الفعل، والأمرُ منصوب به، والمعنى: يبلغ أمره، ومن أضاف فإنه حذف التنوين استخفافًا، والمعنى معنى المنون.
وقرئ: أيضًا (بالغٌ) بالتنوين، (أَمْرُهُ) با لرفع (١)، فـ (أمره) مرتفع إما ببالغ على أنَّه فاعل وهو الجيد، والمفعول محذوف، أي: بالغ أمره ما يريده الله به، وإما بالابتداء، و (بالغ) خبره، والجملة خبر (إنَّ)، على معنى: أمره نافذ.
قال الزمخشري: وقرأ المفضل: (بالغًا أمره) (٢)، على أَنَّ قوله: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ﴾ خبر إنَّ، و (بالغًا) حال، انتهى كلامه (٣). وذو الحال اسم الله جل ذكره الواقع بعد الفعل.
﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (٤) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ﴾ مبتدأ، ونهاية صلة الموصول قوله: ﴿مِنْ نِسَائِكُمْ﴾، وقوله: ﴿إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ﴾: الجملة من الشرط والجزاء في موضع الخبر.
(٢) انظر هذه القراءة بالإضافة إلى الكشاف كما سوف أخرج: القرطبي ١٨/ ١٦١. والبحر ٨/ ٢٨٣.
(٣) الكشاف ٤/ ١١٠.