(اوقِيُوا)، فحذفت الواو لما ذكرت آنفًا، إذ الأمر مبني على المضارع، ولما حذفت الواو استغني عن ألف الوصل، ثم إما ألقيت حركة الياء على القاف بعد حذف حركتها لأنَّها لا تتحرك بحركة وهي متحركة بأخري، وحذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، أو حذفت حذفًا وضمت القاف لئلا تنقلب الواو ياء.
وقوله: ﴿وَأَهْلِيكُمْ﴾، الجمهور على نصبه عطفًا على قوله: ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ وعلامة نصبه الياء، وحذفت النون للإضافة، وقرئ: (وأهلوكم) بالرفع (١)، عطفًا على واو (قوا)، وجاز من غير تأكيد لأجل الفاصل، والمعنى: قوا أنتم وأهلوكم أنفسكم، على وجه التغليب.
وقوله: ﴿نَارًا﴾ مفعول ثان، لأنَّ (وقَى) يتعدى إلى مفعولين، وكفاك دليلًا: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ (٢).
وقوله: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ﴾ محل الجملة النصب على أنَّها نعت لنار.
والجمهور على فتح واو ﴿وَقُودُهَا﴾ وهو الحطب، وقرئ: بضمها (٣)، وهو مصدر بمعنى التوقد، وفي الكلام حذف مضاف، أي: ذوو وُقودها، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٤).
وقوله: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع على أنَّه صفة بعد صفة للملائكة، وأن يكون في موضع نصب على الحال إما من الملائكة
(٢) سورة غافر، الآية: ٤٥.
(٣) قرأها مجاهد، والحسن، وطلحة، وعيسى الهمداني. انظر المحتسب ٢/ ٤٩١. والمحرر الوجيز ١٦/ ٥٣.
(٤) انظر إعرابه للآية (٢٤) من البقرة.