و ﴿يَقُولُونَ﴾: يجوز أن يكون حالًا، وأن يكون مستأنفًا.
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (١٢)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ﴾ (ضربَ) يجوز أن يكون بمعنى وصف، وبمعنى ذكر، فيكون ﴿امْرَأَتَ نُوحٍ﴾ بدلًا من قوله: ﴿مَثَلًا﴾ على تقدير حذف المضاف، أي: مَثَلَ امرأةِ نوحٍ، فحذف المضاف. وأن يكون بمعنى جعل فيكونا مفعولين، والتقدير: ضرب الله امرأة نوح مثلًا، وامرأة لوط مثلًا.
وقوله: ﴿وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾ عطف على ﴿امْرَأَتَ نُوحٍ﴾، وكذا. ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ عطف جملة على جملة. وكذا ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ عطف أيضًا، أي: وضرب الله مريم ابنة عمران مثلًا، أو واذكر مريم، و ﴿ابْنَتَ﴾ صفة لها أو بدل منها، و ﴿إِذْ﴾ ظرف لقوله: ﴿ضَرَبَ﴾ أو للمثل.
وقوله: ﴿فِيهِ﴾ الضمير للفرج. وقيل: لعيسى - عَلَيْهِ السَّلَام - (١).
قلت: يذهب إلى أنه مخرج الولد ليس إلَّا. وهو كلام مسبوق إليه، انظر إعراب النحاس ٣/ ٤٦٧. وجمع ابن كثير ٤/ ٤٢٠ بين القولين بأن الملك نفخ في جيبها، فنزلت النفخة فولجت في فرجها. وهذا مروى عن قتادة كما في روح المعاني الموضع السابق.