(١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (١٨) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩)}:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ في (مَن) وجهان:
أحدهما: في موضع رفع بيعلم، وهو الله تعالى: أي: إلا يعلم ما في الصدور مَن خَلَقَ الصدورَ؟
والثاني: في موضع نصب بأنه مفعول به، والفاعل مستكن في ﴿يَعْلَمُ﴾، وهو الله جل ذكره، أي: إلا يعلم الله ما خلق؟ وإنما جعله بمعنى (ما) ليدل على العموم.
وقوله: ﴿ذَلُولًا﴾ مفعول ثان لجعل، لأنَّ جعل هنا بمعنى صير.
وقوله: ﴿أَنْ يَخْسِفَ﴾ في موضع نصب على البدل مِن ﴿مَنْ﴾، وهو مِن بدل الاشتمال، أي: أأمنتم مَن في السماء خَسْفَهُ. وكذا ﴿أَنْ يُرْسِلَ﴾ بدل من ﴿مَنْ﴾ وحكمه حكم ﴿أَنْ يَخْسِفَ﴾، أي: إرسالَه.
وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ﴾ (فوقهم) يجوز أن يكون من صلة ﴿يَرَوْا﴾، وأن يكون حالًا من ﴿الطَّيْرِ﴾، أي: كائنات فوقهم، و ﴿صَافَّاتٍ﴾ حالًا إما من ﴿الطَّيْرِ﴾ وإما من المنوي في الظرف إن جعلته حالًا.
وقوله: ﴿وَيَقْبِضْنَ﴾ عطف على ﴿صَافَّاتٍ﴾ حملًا على المعنى، ومفعوله محذوف، أي: وقابضات أجنحتهن.
﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ﴾ (مَنْ)


الصفحة التالية
Icon