استفهامية بمعنى أيُّ الناسِ؟ و ﴿هَذَا﴾ مبتدأ، و ﴿الَّذِي﴾ صفته، و ﴿هُوَ﴾ مبتدأ، و ﴿جُنْدٌ﴾ خبره، و ﴿لَكُمْ﴾ صفة لجند، و ﴿يَنْصُرُكُمْ﴾ صفة لجند أيضًا بعد صفة محمول على اللفظ، أو حال من المنوي في ﴿لَكُمْ﴾. و ﴿مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ﴾ من صلة ﴿يَنْصُرُكُمْ﴾ وهو نهاية صلة الموصول وهو ﴿الَّذِي﴾.
و﴿هَذَا﴾ إلى قوله: ﴿مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ﴾ مبتدأ، و (من) في قوله ﴿أَمَّنْ﴾ خبره قدم عليه لما فيه من معنى الاستفهام، والاستفهام بمعنى الإنكار، أي: لا جند لكم ينصركم، ولك أن تعكس وهو أن تجعل (مَنْ) مبتدأ، و ﴿هَذَا﴾ خبره، وهذا حسن جيد من جهة الرتبة، والأول جيد أيضًا، و ﴿مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ﴾ بمعنى: سوى الرَّحمن.
وقوله: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ﴾ مبتدأ خبره ﴿أَهْدَى﴾، و ﴿مُكِبًّا﴾ حال من المنوي في ﴿يَمْشِي﴾، وكذا ﴿سَوِيًّا﴾ حال أيضًا، و ﴿عَلَى وَجْهِهِ﴾ توكيد، وخبر (مَنْ) الثانية محذوف، أي: أم من يمشي سويًا أهدى؟ يدلُّ عليه ما تقدم. قال الجوهري: كَبَّهُ لوجهه، أي: صرعه، فأكبَّ هو على وجهه، وهذا من النوادر أن يقال: أفعلتُ أنا وفَعَلْتُ غيري، انتهى كلامه (١). يعني: أنَّ كب متعد، فإذا دخلت عليه الهمزة لَمْ يتعد، نحو: أكب زيد على وجهه، وهذا يوهم أن أكب مطاوع كَبَّ، وليس الأمر كما زعم، وإنما أكب من باب أفعل الشيء، إذا صار ذا أمر من الأمور التي دخل عليها الفعل، نحو: أجرب الرجل، إذا صار ذا جرب، وأراب، إذا (٢) صار ذا ريبةٍ، والام، إذا فعل ما يلام عليه، كأنه صار ذا ملامة، وكذا أكب معناه: دخل في الكب وصار ذا كب، وإنما مطاوعه انكب لا أكب فاعرفه فإنه موضع (٣).
(٢) في (ب) و (ج): أي.
(٣) انظر الكشاف ٤/ ١٢٤. وأنكر أبو حيان ٨/ ٣٠٣ على الزمخشري هذا الفهم، لكن تلميذه السمين ١٠/ ٣٩٣ انتصر للزمخشري.