مستأنفًا منقطعًا عما قبله، لأنه معجول قوله: ﴿فَوَيْلٌ﴾ أو ما دل عليه ﴿فَوَيْلٌ﴾.
و﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يجوز أن يكون ظرفًا لويل، وأن يكون ظرفًا للظرف وهو ﴿لِلْمُكَذِّبِينَ﴾. والمور: تردد الشيء في المجيء والذهاب، عن الرماني.
وقوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ﴾ يجوز أن يكون الظرف هنا مستقرًا، فيكون ﴿يَلْعَبُونَ﴾ حال من المنوي فيه، وأن يكون ملغى، فيكون من صلة ﴿يَلْعَبُونَ﴾، ويكون ﴿يَلْعَبُونَ﴾ هو خبر ﴿هُمْ﴾.
وقوله: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ﴾ يجوز أن يكون بدلًا إما من ﴿يَوْمَئِذٍ﴾، أو من ﴿يَوْمَ تَمُورُ﴾، وأن يكون ظرفًا لمحذوف، والتقدير: يوم يدعون إلى نار جهنم دعًا يقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون، و (دعًّا) مصدر مؤكد لفعله.
﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا﴾ ابتداء وخبر، وقدم الخبر لأن الاستفهام له صدر الكلام، وهنا قد تم الكلام.
وقوله: ﴿أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ﴾ (أم) هنا المنقطعة، أي: بل أنتم لا تبصرون، ويجوز أن تكون المتصلة.
وقوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ﴾ خبر مبتدأ محذوف دل عليه ﴿فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا﴾ أي: الأمر أن الصبر وعدمه سواء عليكم، لا بد من هذا التقدير، لأن التسوية لا تكون إلا بين الشيئين.
وقوله: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فَاكِهِينَ﴾ الجمهور على نصب