﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (٣٨) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (٣٩) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (٤٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٤١)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ (عند) يجوز أن يكون من صلة الاستقرار ومعمولًا له، وأن يكون في موضع الحال من المنوي في الظرف وهو ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ لا من ﴿جَنَّاتِ﴾ كما زعم بعضهم (١) لعدم العامل (٢).
وقوله: ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ (ما) استفهامية في موضع رفع بالابتداء، والاستفهام بمعنى الإنكار، والخبر ﴿لَكُمْ﴾، و ﴿كَيْفَ﴾ معمول ﴿تَحْكُمُونَ﴾، و ﴿تَحْكُمُونَ﴾ في موضع الحال من المنوي في ﴿لَكُمْ﴾ الراجع إلى ﴿مَا﴾.
وقوله: ﴿أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ﴾ (أم) هي المنقطعة.
وقوله: ﴿إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ﴾ حق الهمزة هنا أن تكون مفتوحة؛ لأنَّها مفعول به لـ ﴿تَدْرُسُونَ﴾ أي: تدرسون في الكتاب أن لكم ما تختارونه لأنفسكم، لكن لما جاءت اللام كسرت، كما تقول: علمت إنَّ زيدًا لقائم. وقيل: قوله: ﴿إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ﴾ استئناف كلام على معنى الإنكار (٣).
وقوله: ﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ﴾ الجمهور على رفع قوله: ﴿بَالِغَةٌ﴾ على أنَّها نعت لـ ﴿أَيْمَانٌ﴾، وكذا ﴿عَلَيْنَا﴾ صفة لـ ﴿أَيْمَانٌ﴾، ولك أن تجعل
(٢) كذا في (أ) و (ج). وفي (ب): لعدم الحال. وفي (ط): لعدم صحة الحال.
(٣) انظر تقدير هذا القول في القرطبي ١٨/ ٢٤٧.