أي: جاؤوا بالخطأ، أو بالفعلة الخاطئة، أو بالأفعال ذات الخطأ العظيم، كذا قدره الزمخشري (١).
وقوله: ﴿فِي الْجَارِيَةِ﴾ أي: في السفينة، سميت السفينة جارية، لأنها تجري على وجه الأرض (٢)، وجمعها الجواري.
وقوله: ﴿لِنَجْعَلَهَا﴾ من صلة (حملنا). و ﴿وَتَعِيَهَا﴾: عطف على قوله: ﴿لِنَجْعَلَهَا﴾ أي: ولتعيها، والجمهور على كسر العين وهو الأصل، وقرئ: (وتَعْيها) بإسكانها تخفيفًا (٣)، لأن تَعِي كَكَبِدٍ وفَخِذٍ، والعرب تخفف هذا النحو.
﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (١٧) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ الجمهور على رفع ﴿نَفْخَةٌ﴾ لقيامها مقام الفاعل. وقرئ: (نفخةً واحدةً) بالنصب (٤) على المصدر، وإسناد الفعل إلى الظرف، وهي مصدر مؤكد لفعله. و ﴿وَاحِدَةٌ﴾: توكيد، لأن النفخة لا تكون إلا للمرة الواحدة. قيل: وإنما أكدت بها تعظيمًا للنفخة، وإعلامًا بأنها متحدة في العظمة لا نظير لها.
(٢) كذا في الجميع، وأظنه سبق قلم، وإنما هو: (وجه الماء).
(٣) رواية عن ابن كثير، انظر السبعة/ ٦٤٨/. والحجة ٦/ ٣١٥ - ٣١٦. والمبسوط/ ٤٤٤/. ولم تذكر في التذكرة، أو الكشف، أو النشر. وعدها ابن خالويه/ ١٦١/ من الشواذ.
(٤) قرأها أبو السمال كما في مختصر الشواذ/ ١٦١/. والكشاف ٤/ ١٣٤. والمحرر ١٦/ ٩٧. والقرطبي ١٨/ ٢٦٤.