على تقدير جواب قائل: لمن المذكور؟ فقيل: هو للكافرين، فعلى هذا الوجه وعلى الوجه الذي قبله فيه ذكر مرتفع باللام، وأما على الوجه الأول والثاني فلا، فاعرفه.
وقوله: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿وَاقِعٍ﴾، أي: يقع من عنده، وأن يكون من صلة ﴿دَافِعٌ﴾ أي: ليس دافع من جهته إذا جاء وقته وأَوجبتِ الحكمةُ وقوعَهُ، قاله الزمخشري (١). وأن يكون من صلة محذوف على أنه صفة لعذاب بعد صفة، أي: بعذاب واقع كائن من الله.
﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾: صفة لله، والمعارج: الدرجات، واحدها مِعْرَجٌ بكسر الميم، وهو آلة العروج، ويجوز أن يكون مَعرجًا بفتح الميم على أنه موضع العروج.
وقوله: ﴿فِي يَوْمٍ﴾ من صلة ﴿تَعْرُجُ﴾.
وقوله: ﴿كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ (خمسينَ) نصب لكونها خبر ﴿كَانَ﴾، و ﴿أَلْفَ﴾ لكونه تمييزًا، والجملة في موضع جر على الصفة ليوم.
﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (٩) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾ (بعيدًا): مفعول ثان، ومثله ﴿قَرِيبًا﴾، والرؤية الأولى بمعنى الظن والاعتقاد، والثانية بمعنى العلم واليقين، والضمير في ﴿يَرَوْنَهُ﴾ المنصوب للعذاب، وقيل: لهذا اليوم.
وقوله: ﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ﴾ يجوز أن يكون معمول (نراهُ)، وأن يكون