وقرئ: (واتَّبَعَتْهُمْ ذريتُهم) بوصل الألف ورفع الذرية على الفاعلية (١)، على معنى: تبعوهم في الإيمان فآمنوا كإيمانهم.
والباء في ﴿بِإِيمَانٍ﴾ يجوز أن تكون بمعنى (في)، وأن تكون على بابها في موضع الحال، إما من الفاعلين، وإما من المفعولين، أو منهما.
وقوله: ﴿وَمَا أَلَتْنَاهُمْ﴾ قرئ: بفتح اللام وكسرها (٢)، وهما لغتان بمعنىً، وقد أُوضح في الحجرات (٣). وقرئ: (وما آلتناهم) بالمد (٤)، وهي لغية أيضًا، يقال: آلته يؤلته إيلاتًا، إذا نَقَصَهُ.
وقوله: ﴿مِنْ عَمَلِهِمْ﴾ أي: من ثواب عملهم، فحذف المضاف. و ﴿مِنْ﴾: يجوز أن تكون من صلة (ألتنا)، وأن تكون في موضع الحال من ﴿شَيْءٍ﴾ وهي في الأصل صفة، و ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ هو المفعول الثاني لألتنا، و ﴿مِنْ﴾ صلة.
﴿وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (٢٣) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٥) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (٢٩)﴾:

(١) هذه قراءة الباقين من العشرة على اختلاف في إفراد (ذريتهم) أو جمعها. انظرها مع قراءة أبي عمرو في السبعة/ ٦١٢/. والحجة ٦/ ٢٢٤. والمبسوط ٤١٥ - ٤١٦. والتذكرة ٢/ ٥٦٦.
(٢) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ ابن كثير وحده: (ألِتناهم) بكسر اللام، وفتحها الباقون. انظر السبعة/ ٦١٢/. والحجة ٦/ ٢٢٦. والمبسوط/ ٤١٦/. والتذكرة ٢/ ٥٦٧.
(٣) آية (١٤).
(٤) قرأها الأعرج كما في مختصر الشواذ/ ١٤٦/. والمحتسب ٢/ ٢٩٠. والمحرر الوجيز ١٥/ ٢٤٠.


الصفحة التالية
Icon