حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٣٤) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥)}:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ (هلوعًا) منصُوب على الحال من المنوي، في ﴿خُلِقَ﴾، وهي حال مقدرة لأن الهلع إنما يكون فيما بعدُ، وفعله هَلِعَ يَهْلَعُ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر هَلَعًا، فهو هَلِعٌ وهَلُوعٌ، أي: جزوع، والجزوع نقيض الصبور. وقال الجوهري: الهلع أفحش الجزع (١).
والعامل في ﴿إِذَا﴾ الأولى معنى هلوع، وفي الثانية معنى منوع، أي: جزوعًا ومنوعًا إذا مسه الخير.
وفي نصْب جزوع ومنوع أوجه: أن يكون كلاهما حالًا بعد حال، وأن يكون صفة لهلوع على أن يُنوَى به التقديم قبل ﴿إِذَا﴾، وأن يكون خبر كان مضمرة، أي: يكون جزوعًا ويكون منوعًا. والمختار الوجه الأول لسلامته من التقديم والإضمار.
وقوله: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ في الاستثناء وجهان:
أحدهما: متصل، وهو الوجه وعليه الجل، والمستثنى منه الإنسان، وهو جنس ولذلك استثني منه ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾، والمعنى: إن الإنسان خلق هلوعًا إلا المصلين الدائمين على الصلاة فإنهم لم يخلقوا على الهلع.
والثاني: منقطع، والمستثنى منه (مَنْ) في قوله: ﴿مَنْ أَدْبَرَ﴾ (٢) أي:

(١) الصحاح (هلع).
(٢) في الآية (١٧).


الصفحة التالية
Icon