وقوله: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ﴾ جواب شرط محذوف يدل عليه ﴿اعْبُدُوا﴾.
وقوله: ﴿مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ (من) هنا يجوز أن تكون للتبعيض، وأن تكون للبيان، وأن تكون صلة على رأي أبي الحسن (١).
وقوله: ﴿لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ جواب ﴿لَوْ﴾ محذوف، أي: لو كنتم تعلمون ما أقول لكم لأسرعتم إلى طاعتي، وشبه هذا.
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (٧) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (٨) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (٩) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (١٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَيْلًا وَنَهَارًا﴾ كلاهما ظرف لـ ﴿دَعَوْتُ﴾. و ﴿فِرَارًا﴾ مفعول ثان لـ ﴿يَزِدْهُمْ﴾.
وقوله: ﴿ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا﴾ قال الزمخشري: ﴿جِهَارًا﴾ منصُوب بـ ﴿دَعَوْتُهُمْ﴾ نصب المصدر، لأن الدعاء أحد نوعيه الجهار، فنُصب به نصب القرفصاء بِقَعَدَ لكونها أحد أنواع القعود، أو لأنه أراد بـ ﴿دَعَوْتُهُمْ﴾: جاهرتهم، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، أي: دعاءً جهارًا، أي: مجاهرًا به، أو مصدرًا في موضع الحال، أي: مجاهرًا، انتهى كلامه (٢).
وقوله: ﴿يُرْسِلِ﴾ جواب شرط محذوف. وقول النحاة: جواب الأمر، تسامح في العبارة، واعتماد على المعرفة.
(٢) الكشاف ٤/ ١٤٢.