وقوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ اعتراض بين الجازم والمجزوم، و ﴿مِدْرَارًا﴾ نصب على الحال من السماء، وإنما لم يؤنث لأن مِفعالًا للمؤنث يكون بغير هاء، لأنه غير جار على الفعل، يقال: امرأة مِذكارٌ، ومِئناثٌ، بغيرها (١).
﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (١٤) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (١٦) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (١٨) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (٢٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَا لَكُمْ﴾ ابتداء وخبر. و ﴿لَا تَرْجُونَ﴾ في محل النصب على الحال، كما تقول: مالك واقفًا.
وقوله: ﴿وَقَارًا﴾ مفعول به لقوله: ﴿تَرْجُونَ﴾ و ﴿لِلَّهِ﴾ في الأصل صفة لقوله: ﴿وَقَارًا﴾، فلما تقدم عليه حكم على موضعه بالنصب على الحال، ولك أن تجعل اللام في ﴿لِلَّهِ﴾ صلة، و ﴿وَقَارًا﴾ مفعُولًا له، أي: للوقار.
وقوله: ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾ محل الجملة النصب على الحال، أي: ما لكم غير مؤمنين والحال هذه. وأما ﴿أَطْوَارًا﴾ فيجوز أن يكون حالًا، وأن يكون مفعولًا به ثانيًا على تضمين الخلق معنى الجعل الذي معناه التصيير.
وقوله: ﴿طِبَاقًا﴾ يجوز أن يكون صفة لقوله: ﴿سَبْعَ﴾، وأن يكون مصدرًا وليس بجمع، على: طابقها الله طباقًا، وقد مضى الكلام عليه في سورة المُلْكِ بأشبع من هذا (٢).
وقوله: ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ (نورًا وسراجًا) كلاهما مفعول ثان للجعل، لأنه بمعنى التصيير، وكذا ﴿بِسَاطًا﴾، وإنما
(٢) آية (٣) منها.