أي: بعيدًا عن الصواب، وأصل الشطط: البعد، ومنه: أَشَطَّ في السَّوْم، إذا أبعد فيه (١).
وقوله: ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ الجمهور على ضم القاف وإسكان الواو بوزن تقوم، و ﴿كَذِبًا﴾ على هذه القراءة نعت لمصدر محذوف، أي: قولًا كذبًا، أي: مكذوبًا فيه، ولك أن تجعله مصدرًا وتنصبه نصب المفعول به، أي: لن تقول كذبًا، كما تقول: قلت حقًّا، وقلت باطلًا، وقلت شعرًا، أو نصب المصدر لأن الكذب نوع من القول.
وقرئ: (أَنْ لَنْ تَقَوَّلَ) بفتح القاف والواو مشددة (٢)، وأصله: تتقول.
و﴿كَذِبًا﴾ مصدر مؤكد لفعله واقع موقع (تَقَوُّلٍ)، كأنه قيل: أن لن تقول تقولًا، ولا يجوز أن تجعله على هذه القراءة نعتًا لمصدر محذوف، أي: تقولًا كذبًا، لأن التقول لا يكون إلا كذبًا، فلا فائدة فيه. و (أن) مخففة من الثقيلة، أي: ظننا أنه، والضمير ضمير الشأن والحديث.
﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (٧) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (٨) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (٩) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (١٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَأَنَّهُ﴾ أي: وأن الشأن أو الحديث. ﴿كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾: (رجالٌ) اسم كان، و {مِنَ

(١) الصحاح (شطط).
(٢) قراءة صحيحة ليعقوب وحده من العشرة. انظر المبسوط/ ٤٤٩/. والتذكرة ٢/ ٦٠١. والنشر ٢/ ٣٩٢.


الصفحة التالية
Icon