يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ}، والمعنى: إن مِثْلَ محمد -صلى الله عليه وسلم- في فصاحته ليس بِمُعْوِزٍ فيكم، لأنه -صلى الله عليه وسلم- منهم، فإن قدر هو على نظمه كان مثله قادرًا عليه.
وقوله: (المسيطرون) قرئ: بالسين وهو الأصل، وبالصاد وهو بدل منها من أجل الطاء، وقد ذكر (١).
وقوله: ﴿يَسْتَمِعُونَ فِيهِ﴾ في موضع الصفة لـ ﴿سُلَّمٌ﴾، وجمعه سلالم وسلاليم أيضًا، و (في) على بابها. وقيل: هي بمعنى (على) (٢).
﴿وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (٤٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿سَحَابٌ مَرْكُومٌ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: يقولون هذا الكسف سحاب مركوم، والمركوم: الذي رُكم بعضه على بعض، أي: رُكِّبَ.
وقوله: ﴿حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ﴾ قرئ: (يُلَاقُوا) و (يَلْقَوا) (٣)، ووجههما ظاهر، و ﴿يَوْمَهُمُ﴾ مفعول به لا ظرف.
وقرئ: (يَصعقون) بفتح الياء على البناء للفاعل (٤)، أي: يموتون، يقال: صَعِقَ فلان يَصْعَقُ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر صَعْقًا،

(١) عند إعراب (اهدنا السراط) من الفاتحة. وثمة قراءة أخرى هي إشمام الصاد زايًا. وكلها من المتواتر.
(٢) انظر جامع البيان ٢٧/ ٣٤. ومعالم التنزيل ٤/ ٢٤٢. والمحرر الوجيز ١٥/ ٢٤٨.
(٣) العشرة على (يُلاقُوا) إلا أبا جعفر فقد قرأ: (يَلْقَوْا). انظر النشر ٢/ ٣٧٠. والإتحاف ٢/ ٤٩٧.
(٤) قرأها أكثر العشرة كما سوف أخرج.


الصفحة التالية
Icon