المضاف. وإما لقوله: ﴿كَفَرْتُمْ﴾، إما على إسقاط الجار وهو الباء، أي: فكيف تتقون الله وتخشونه إن كفرتم بيوم من صفته كيت وكيت؟ وإما على تضمين الكفر معنى الجحد، أي: فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة وما يقع فيه؟ ولا يجوز أن يكون ظرفًا لكفرتم، لأنهم لا يكفرون في ذلك اليوم إنما كفرهم في الدنيا، وقد جوز أن يكون ظرفًا لتتقون، أي: فكيف يكون اتقاؤكم في يوم القيامة وكنتم في الدنيا كفارًا؟ أي: لا ينفعكم الاتقاء في القيامة مع الكفر في الدنيا.
و﴿يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ﴾ في موضع الصفة ليوم إن جعلت المنوي فيه ليوم، وإن جعلته لله عز وجل فلا، إلا على إضمار وحذف، أي: فيه. والشِّيبُ: جمع أشيب، وهو الأشمط الذي اختلط سواد شعره بالبياض.
وقوله: ﴿السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ في الباء وجهان: أحدهما بمعنى في، أي: منشق فيه، أي في ذلك اليوم. والثاني بمعنى السبب، أي: منفطر بسبب ذلك اليوم. وقيل: الضمير في ﴿بِهِ﴾ لله جل وعز (١) أي: منفطر بالله، أي: بأمره، فحذف المضاف.
وفي تذكير السماء هنا أوجه: أن يكون على النسب، أي: ذات انفطار. وأن يكون على معنى السقف. وأن يكون من الأشياء التي تذكر وتؤنث. وأن يكون تأنيثه سماعيًّا فيجوز تذكيره (٢).
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ
(٢) الوجه الأول للزجاج ٥/ ٢٤٣. والثاني لأبي عمرو كما في مجاز القرآن ٢/ ٢٧٤. والثالث للفراء ٣/ ١٩٩. وانظر الرابع في المحرر الوجيز ١٦/ ١٥٠.