﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (٢٣) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (٢٧) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ (صعودًا) مفعول به ثان، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: سأرهقه ارتقاءَ صعودٍ، فحذف المضاف، والصعود: العقبة الشاقة. قيل: والإرهاق تكليف الشيء بمشقة (١).
وقوله: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ قيل: بدل من قوله: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾. و ﴿سَقَرَ﴾ مفعول به ثان، ولم تنصرف للتعريف والتأنيث، و ﴿سَقَرَ﴾ من سَقَرَتْهُ الشمسُ، إذا أذابته. وقيل: سقرته: آلمته. وسميت سقر لإيلامها.
وقوله: ﴿لَوَّاحَةٌ﴾ الجمهور على رفعها، أي: هي لواحة، وقرئ: (لواحة) بالنصب (٢)، إما على الحال من المنوي في ﴿لَا تُبْقِي﴾، أو من المنوي في ﴿وَلَا تَذَرُ﴾، وإما على الاختصاص، وحذفت الواو من (تذر) لوقوعها بين ياء وكسرة، وأصله يفعِل، وإنما فتح حملًا على نظيره وهو يدع.
وقوله: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ ابتداء وخبر، وإنما لم يظهر الإعراب في المبتدأ الذي هو ﴿تِسْعَةَ عَشَرَ﴾، لأن أصله: تسعةٌ وعشرةٌ، إلا أنهم حذفوا الواو، وجعلوا الاسمين اسمًا واحدًا، وبنوا الأول على الفتح لأن المُصَدَّرَ من كل اسمين جُعِلا اسمًا واحدًا مقصورٌ على الفتح، نحو: حضرَموت، من حيث إن الثاني زيادة ضمت إلى الأول، فهو كتاء التأنيث في قولك: ضارب وضاربة، فهو كما يفتح المُصَدَّرُ (٣) من الاسمين المجعول أحدهما مع صاحبه شيئًا واحدًا.
(٢) ذكرها ابن خالويه/ ١٦٤/. عن معاذ. ونسبها ابن عطية ١٦/ ١٦١ لعطية العوفي. وقرأها ابن مسعود - رضي الله عنه -، وابن السميفع، وابن أبي عبلة كما في زاد المسير ٨/ ٤٠٧. وانظر القرطبي ١٩/ ٧٧ ففيه أسماء أخر.
(٣) في (ب) و (ج) هذا والذي قبله (الصدر).