وأما الاسم الثاني الذي هو عشرة، بني على الفتح لتضمنه معنى حرف العطف الذي هو الواو، وحركة الواو الفتح، وحذف التاء، ولم يقل: تسعة عشرة، إذ كان لا يُحتاج إليه من حيث إن التاء في تسعة تدل على التذكير، ولا يطلب من اسم واحد أكثر من علامة واحدة، فاعرفه فإنه من كلام المحققين من أصحابنا.
والجمهور على ما ذكرت من التركيب والفتح، وقرئ: (تسعةَ عْشَرَ) بإسكان العين (١)، لأجل كثرة الحركات، إذ هو في حكم اسم واحد، قال أبو الحسن: ولا يجوز ذلك مع (اثنا عشر) ولا (اثني عشر) لسكون الأول من الحرفين، فيلتقي ساكنان في الوصل ليس أولهما حرف لين والثاني مدغمًا، مع أن بعضهم روى عن ابن القعقاع (اثنا عْشر) بسكون العين (٢)، وهو عند النحاة رديء لما ذكر آنفًا (٣).
وقرئ أيضًا: (تسعةُ وَعَشَرْ) برفع تاء التأنيث وبعدها واو مفتوحة مع إسكان الراء (٤)، جيء به على أصله قبل التركيب، وعطف (عشر) على (تسعة) وحذف التنوين لكثرة الاستعمال، كما حكى أبو الحسن عنهم: (سلامُ عليكم) بحذف التنوين من (سلام)، قال: وذلك لكثرة استعمالهم إياه (٥). وأسكن الراء على نية الوقف.
وقرئ أيضًا: (تسعةُ وَعْشَرَ) برفع التاء وبعدها واو مفتوحة، وإسكان
(٢) انظر هذه الرواية في المبسوط، والنشر عند ذكر القراءة السابقة، وكذا في المحتسب كما سأخرج.
(٣) انظر قول أبي الحسن في المحتسب ٢/ ٣٣٩.
(٤) رواية عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، هكذا بهذا الضبط حكاها المهدوي كما في القرطبي ١٩/ ٨١. والدر المصون ١٠/ ٥٤٨.
(٥) انظر قول أبي الحسن هذا في المحتسب ٢/ ٣٣٩.