وقوله: ﴿لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من صلة ﴿فِتْنَةً﴾. وقوله: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ﴾ من صلة ﴿جَعَلْنَا﴾.
وقوله: ﴿وَيَزْدَادَ﴾ ﴿وَلَا يَرْتَابَ﴾ كلاهما عطف على قوله: ﴿لِيَسْتَيْقِنَ﴾ وكذا ﴿وَلِيَقُولَ﴾ عطف عليه.
وقوله: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾ (مثلًا) تمييز لـ (هذا) أي: مِن مَثَلٍ، أو حالٌ منه، أي: ممتثلًا به (١).
وقوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: إضلالًا مثل ذلك الإضلال.
وقوله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ (جنودَ ربِّكَ) مفعول مقدم، وقُدِّم ولزم تقديمه هنا ليعود الضمير المرفوع بيعلم إلى مذكور، ولا يجوز نصبه على الاستثناء لبقاء الفعل بلا فاعل.
وقوله: ﴿وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى﴾ ابتداء وخبر، واختلف في ﴿هِيَ﴾، فقيل: تعود إلى ﴿سَقَرَ﴾. وقيل: إلى النار من قوله: ﴿أَصْحَابَ النَّارِ﴾ وقيل: إلى السورة، أي: وما هذه السورة إلا تذكير للناس. وقيل: إلى الجنود على معنى: ليس ما جعله الله من الجنود من الملائكة وغيرهم لحاجته إلى مُعين وناصر، فيكون كلما كثر كان هو أقوى لله، تعالى الله عن ذلك، بل إنما جعلها تذكيرًا للخلق، ووعظًا للعباد، وتنبيهًا لهم على لزوم طاعته، واجتناب معاصيه، لعلمهم بأن الله سبحانه قادر على ما يريد (٢).
﴿كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧)﴾:
(٢) سقر والنار شيء واحد، والجمهور بِعَود الضمير إليه، وكونه يرجع إلى السورة حكاه الماوردي ٦/ ١٤٦ عن ابن شجرة. وأما عوده إلى الجنود، فانظره في القرطبي ١٩/ ٨٣.