هذه العين، فحذف الجار ونصب الاسم.
وأن يكون حالًا من قوله: ﴿كَافُورًا﴾ على قول من جعله اسمًا علمًا لعين في الجنة، كأَنَّه قيل: كان مزاجها جارية أو نابعة.
وأن يكون تمييزًا على هذا القول، وهو الجيد لما فيه من إيضاح (كافور) وتفسيره له، لأن في (كافور) إبهامًا كما في عشرين ونحوه.
وأن يكون مفعولًا به بإضمار فعل يدل عليه ﴿يَشْرَبُونَ﴾، أو بإضمار أعني.
وأن يكون نصبًا على المدح، أي: أمدح أو أخص، فهذه ستة أوجه فيها فاعرفها.
وقوله: ﴿يَشْرَبُ بِهَا﴾ في الباء أوجه، أحدها: صلة، وفي الكلام حذف مضاف، أي: يشربها، أي: ماءها، لأن العين لا تشرب، وإنما يشرب ماؤها. والثاني: بمعنى (مِن). والثالث: حال، أي: يشربون شرابهم ممزوجًا بها، كقولك: شربت الماء بالعسل، أي: ممزوجًا به. و ﴿يَشْرَبُ بِهَا﴾ في موضع الصفة لقوله: ﴿عَيْنًا﴾ ويفجِّرون: صفة أيضًا لها بعد صفة، أو حال من ﴿عِبَادُ اللَّهِ﴾، أي: مفجرين، والمعنى: يسوقونها ويجرونها حين شاؤوا من منازلهم وأماكنهم، و ﴿تَفْجِيرًا﴾ مصدر مؤكد لفعله.
﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا﴾ الضمير في قوله: ﴿عَلَى حُبِّهِ﴾ يجوز أن يكون للطعام، وأن يكون للإطعام، يدل عليه و ﴿يُطْعِمُونَ﴾. وأن يكون لله جل ذكره، فيكون المصدر مضافًا إلى المفعول به