من غير أن يذكر معه الفاعل، والتقدير: على حبهم للطعام، على معنى: وهم محبون له، أو على حبهم لله. وأن يكون لله تعالى، أي: على حب الله الإطعام، فيكون المصدر مضافًا إلى الفاعل من غير أن يذكر معه المفعول، فاعرفه فإنه موضع. و ﴿يَتِيمًا﴾ وما عطف عليه مفعول به ثان لقوله: ﴿وَيُطْعِمُونَ﴾.
وقوله: ﴿لَا نُرِيدُ﴾ في موضع الحال، أي: غيرَ مريدٍ منكم.
وقوله: ﴿شَرَّ ذَلِكَ﴾ مفعول به ثانٍ لأن وَقَى يتعدى إلى مفعولين، وكفاك دليلًا: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ (١). وكذا ﴿نَضْرَةً﴾ مفعول به ثانٍ.
﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (١٣) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ (جنة) مفعول به ثان وفي الكلام حذف مضاف، والتقدير: إسكان جنة، ولبس حرير، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
وقوله: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ حال من الضمير المنصُوب في (جزاهم)، والعامل فيها جزى لا صبر، لأن الصبر إنما يكون في الدنيا، والاتكاء والجزاء في الآخرة، ولا يجوز أن يكون صفة لـ ﴿جَنَّةً﴾ كما زعم الزمخشري وغيره (٢)، لأنه يلزم فيه إبراز الضمير في ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ وهو (هم) (٣).
وقوله: ﴿لَا يَرَوْنَ﴾ حال أيضًا إما من الضمير المنصُوب في (جزاهم)، وإما من المنوي في ﴿مُتَّكِئِينَ﴾، والتقدير: غير رائين. ويجوز أن تكون صفة
(٢) انظر الكشاف ٤/ ١٦٩. وجوزه النحاس ٣/ ٥٧٧. والعكبري ٢/ ١٢٥٩.
(٣) فيقال: متكئين هم فيها. وقد منعه أيضًا مكي ٢/ ٤٣٨. والسمين ١٠ (٦٠٤).