مذللة قطوفها. و ﴿تَذْلِيلًا﴾ مصدر مؤكد لفعله.
﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (١٦) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (١٧) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ﴾ قُرئا: بغير تنوين، وبتنوين الأول دون الثاني، وبتنوينهما (١)، والكلام في صرفهما وترك صرفهما كالكلام في ﴿سَلَاسِلَا﴾ (٢).
وكل القراء وَقَفَ على الأول بالألف: مَن نونه ومَن لم ينونه إلا حمزة (٣)، فإنه وقف فيه بغير ألف، إذ لا تنوين فيه في الوصل على مذهبه، وقد مضى الكلام عليهما في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة بأشبع ما يكون.
فأما نصب الأول: فعلى خبر (كان) على قول من جعل (كان) ناقصة، أو على الحال على قول من جعلها تامة، أي: كونت فكانت، والجملة في موضع الصفة لأكواب، وأما نصب الثاني وعليه الجمهور: فعلى البدل من الأول على سبيل الإيضاح والتبيين، لأنه بَيَّن أنه من الفضة، أي: مخلوقة من فضة. وقرئ: (قواريرُ) بالرفع، على: هي قواريرُ، أعني الثاني (٤).
وقوله: ﴿قَدَّرُوهَا﴾ في موضع الصفة لقوارير. والجمهور على فتح القاف

(١) قرأهما المدنيان، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: منونتين. وقرأ ابن كثير، وخلف: الأولى بالتنوين، والثانية بغير تنوين. وقرأ الباقون: بغير تنوين فيهما. انظر السبعة ٦٦٣ - ٦٦٤. والمبسوط/ ٤٥٤/. والتذكرة ٢/ ٦٠٧. والكشف ٢/ ٣٥٤.
(٢) انظر إعرابه للآية (٤) من هذه السورة.
(٣) من السبعة، ويعقوب من العشرة. انظر مصادر القراءة السابقة.
(٤) قرأها الأعمش كما في مختصر الشواذ / ١٦٦/. والبحر المحيط ٨/ ٣٩٧. والدر المصون ١٠/ ٦٠٩. وانظر الإتحاف ٢/ ٥٧٨.


الصفحة التالية
Icon