وعن ابن الأعرابي: لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن (١).
وقيل: سلسبيل اسم أعجمي، ومن حقه أن يكون غير منصرف لاجتماع العجمة والتعريف، إلا أنه صرف ههنا لكونه رأس آية (٢).
وقيل: هو اسم نكرة، وليس فيه إلا سبب واحد وهو العجمة، فلذلك انصرف (٣).
والوجه ما ذكرت، وهو أن كل من شرب منها سماها سلسبيلًا لسلاسته.
وقرئ: (سلسبيلَ) غير منصرف (٤)، والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث.
وقيل: إنه صفة لقوله: ﴿عَيْنًا﴾، و ﴿تُسَمَّى﴾ على هذا بمعنى توصف وتذكر، فيتعدى إلى مفعول واحد، والتقدير: عينًا سلسبيلًا فيها تسمى، أي: توصف وتذكر، يعني أنها مشهورة متصفة بالحسن والطيب (٥).
وقيل: معنى قوله: ﴿سَلْسَبِيلًا﴾ أي: سل ربك سبيلًا إليها، والمعنى: عينًا تذكر وتوصف بالطيب والحسن، ثم ابتدأ فقال: سل ربك سبيلًا إليها يا محمد - ﷺ -، وقد جوز أيضًا (٦) أن يكون اسمًا علمًا للعين أيضًا فسمى بالجملة، كتأبط شرًّا ونحوه، لأنه لا يشرب منها إلا من سأل إليها سبيلًا بالعمل الصالح، والله تعالى أعلم بكتابه (٧).
(٢) قاله الأخفش في معانيه ٢/ ٥٦١. وعنه الجوهري (سبل). وهو قول الزجاج ٥/ ٢٦١.
(٣) قاله مكي في المشكل ٢/ ٤٣٩.
(٤) قرأها طلحة كما في مختصر الشواذ/ ١٦٦/. والدر المصون ١٠/ ٦١٣.
(٥) انظر جامع البيان ٢٩/ ٢٢٠.
(٦) يعني على هذا القول الأخير.
(٧) انظر هذا القول وتوجيهه في الكشاف ٤/ ١٧٠. واستنكره الزمخشري.