﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ قرئ: بالرفع (١) عطفًا على ﴿ثِيَابُ﴾، أي: وثيابُ إستبرق، فحذف المضاف كما تقول: عليه خَزٌّ، أي: ثوب خَزّ. وبالجر (٢) عطفًا على ﴿سُنْدُسٍ﴾.
وقرئ أيضًا: (واسْتَبْرقَ) بوصل الألف وفتح القاف (٣)، بمنزلة: استخرج، على أنه مُسَمًّى بالفعل من البريق، وفيه ضمير الفاعل محكي جملة، ونحو هذا بابه الأعلام كتأبط شرًّا، وليس هذا بِعَلَمٍ، وأيضًا فإن هذا مُعَرَّب مشهور بتعريبه، وأصله: استبره (٤).
وقرئ: (وإستبرقَ) بقطع الألف وفتح القاف (٥)، على أنه في موضع الجر، غير أنه لا ينصرف للعجمة والعلمية، وليس بشيء لأنه نكرة يدخله حرف التعريف، يقال: الإستبرق، اللهم إلا أن يُجعل علمًا على هذا الضرب من الثياب، قاله الزمخشري (٦).
وقوله: ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِر﴾ عطف على ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ﴾ عطف جملة على جملة. و ﴿أَسَاوِرَ﴾ مفعول به ثان.
﴿(٢٢) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (٢٦) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (٢٧) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا﴾:

(١) هذه قراءة ابن كثير، ونافع، وعاصم.
(٢) هذه قراءة الباقين من العشرة. انظر مواضع تخريج القراءة السابقة.
(٣) قرأها ابن محيصن كما في إعراب النحاس ٣/ ٥٨١. ومختصر الشواذ/ ١٦٦/. والحجة ٦/ ٣٦٠. والمحتسب ٢/ ٣٤٤. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٩٢.
(٤) انظر المعرب/ ١٥/ (الهامش).
(٥) هي لابن محيصن أيضًا. انظر الكشاف ٤/ ١٧١. والقرطبي ١٩/ ١٤٦. والدر المصون ١٠/ ٦٢٠
(٦) الكشاف الموضع السابق.


الصفحة التالية
Icon