لا نقلب المعنى إذ ذاك، لأنه حينئذٍ لا تحرم طاعتهما كليهما (١).
وقوله: ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ انتصابهما على الظرف، وكذا ﴿لَيْلًا طَوِيلًا﴾.
وقوله: ﴿وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا﴾ في الكلام حذف مفعول، والتقدير: بدلناهم بأمثالهم، يعني غيرهم ممن يطيع، فحذف المفعول والجار، وأوصل الفعل إلى المفعول.
﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٢٩) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (٣١﴾
قوله عز وجل: ﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾ أي: إلى طاعة ربه، فحذف المضاف.
وقوله: ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ (أن) مع الفعل في تأويل المصدر في موضع نصب على الظرف، أي: إلا وقت مشيئته، وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه: (إلا ما يشاء الله) بـ (ما) مكان (أن) (٢)، والقول في تأويله ومحله كالقول في قراءة الجمهور. وقرئ: (وما يشاؤون) بالياء النقط من تحته لقوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ﴾، (وبالتاء) (٣) على معنى: قل لهم.
وقوله: ﴿وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ﴾ الجمهور على نصب ﴿الظَّالِمِينَ﴾ وهو الوجه

(١) انظر الكتاب ٣/ ١٨٨.
(٢) انظر هذا الحرضي معاني الفراء ٣/ ٢٢٠ وفيه تحريف يدل عليه هامه. وجامع البيان ٢٩/ ٢٧٧. ومختصر الشواذ / ١٦٦/. والكشاف ٤/ ١٧٢. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٩٥. وفيه وفي الطبري (شاء) بدل (يشاء). وانظر البحر ٨/ ٤٠١. والدر ١٠/ ٦٢٦.
(٣) قرأ الابنان، وأبو عمرو بالياء، وقرأ الباقون بالتاء. انظر السبعة/ ٦٦٥/. والحجة ٦/ ٣٦١. والمبسوط/ ٤٥٥/. والتذكرة ٢/ ٦٠٩.


الصفحة التالية
Icon