قراءة من أسكن وقلنا أنه معطوف على ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ﴾ مستقبل في اللفظ ماضٍ في المعنى كالمعطوف عليه فاعرفه. و ﴿الْآخِرِينَ﴾: مفعول ثان.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: فِعْلًا مثل ذلك الفعل الشنيع. و ﴿إِلَى قَدَرٍ﴾: في موضع الحال من الضمير المنصوب في ﴿فَجَعَلْنَاهُ﴾ الراجع إلى الماء، أي: مؤخرًا إلى مقدارٍ قد علمه لكونه فيه من غير زيادة ولا نقصان.
وقوله: ﴿فَقَدَرْنَا﴾ قرئ: بتخفيف الدال وتشديدها (١). مَن خفف جعله من القدرة، ومَن شدد: من التقدير. وقيل: هما لغتان بمعنى التقدير (٢).
وقوله: ﴿فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾ المخصوص بالمدح محذوف، أي: فنعم القادرون - عليه إن جعلته من القدرة، أَوْ له إن جعلته من التقدير - نحن.
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (٢٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (٣٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ ﴿كِفَاتًا﴾ مفعول ثان، لأن الجعل هنا بمعنى التصيير. والاستفهام بمعنى التقرير، أي: جعلناها كافتة.
واختلف في الكِفات، فقيل: هو جمع كافت، كقيام في جمع قائم،
(٢) انظر إعراب النحاس ٣/ ٥٩٤. وحجة الفارسي ٦/ ٣٦٥.