و ﴿حِسَابًا﴾: صفة لـ ﴿عَطَاءً﴾، أي: كافيًا، من أحسبت فلانًا، إذا أعطيته ما يكفيه حتى قال: حسبي. وقيل: ﴿عَطَاءً حِسَابًا﴾ أي: على حساب العمل، والتقدير على هذا: عطاء بحساب، فحذف الجار ونصب الاسم.
وقرئ: (حَسْبًا) (١) وهو بمعنى حسابًا.
وقرئ أيضًا: (حَسَّابًا) بتشديد السين (٢)، أي: عطاء مُحْسِبًا، من قولهم أيضًا: أعطاه ما أحسبه، أي: كفاه، غير أن قارئه جاء بالاسم من أَفْعَلَ على فَعَّال، كما جاء أَجْبَرَهُ فهو جبَّار، وَأَدْرَكَ فهو دَرَّاك بمعنى مُجبر ومُدرك، وأقْصرَ عن الشيء فهو قصَّار، ذكر هذه الأمثلة أبو الفتح، فاعرفه (٣).
﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (٤٠﴾:
وقوله: (ربُّ السَمَواتِ والأَرضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَحمانُ) قرئ: برفع الاسمين وهما (ربُّ) و (الرحمنُ) إما على الابتداء والخبر، وما بعدهما وهو (لا يملكون) مستأنف، أو خبر بعد خبر، أو (الرحمنُ) نعت لـ (ربُّ) والخبر ﴿لَا يَمْلِكُونَ﴾ أو هو (رَبُّ السماواتِ) وما بعده مبتدأ وخبر، أو خبر بعد خبر أو (الرحمنُ) صفة، وما بعد الرحمن مستأنف، أو خبر بعد خبر.

(١) حكاها المهدوي. انظر المحرر الوجيز ١٦/ ٢١٥. والبحر ٨/ ٤١٥. والدر المصون ١٠/ ٦٦٤.
(٢) قرأها ابن قطيب كما في المحتسب ٢/ ٣٤٩. والكشاف ٤/ ١٧٩. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢١٥. والقرطبي ١٩/ ١٨٥ عن أبي هاشم.
(٣) المحتسب الموضع السابق.


الصفحة التالية
Icon