المصدر؟ قلتُ: (النازعات)، لأن النازع والمغرق سيان في المعنى، ألا ترى أنك تقول: نزع القوس، كما تقول: أغرق القوس. فإن قلت: هل يجوز أن يكون ﴿غَرْقًا﴾ واقعًا موقع نَزْع؟ قلت: لا يبعد، كأنه قيل: والنازعات نزعًا، وله نظائر في التنزيل وفي كلام القوم، والألف والتاء في جمع الملائكة لتكرار الجمع، على تقدير: جماعة نازعة، وجماعات نازعات.
وقوله: ﴿نَشْطًا﴾ مصدر مؤكد، ومثله ﴿سَبْحًا﴾، وكذا ﴿سَبْقًا﴾.
وقوله: ﴿أَمْرًا﴾ منصوب بالمدبرات على أنه مفعول به، على معنى: يدبرنَ الأمر بأمر الله. وقيل: مصدر، قلت: يكون واقعًا موقع تدبير. وقيل: في موضع الحال، أي: يدبرنَ مَأمورات. وقيل: منصوب على تقدير حذف الجار، أي: فالمدبرات بأمرٍ، كقوله:
٦٢٣ - أمرتُكَ الخيرَ.............................. (١)
أي: بالخير (٢).
﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (١٠) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (١١) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ﴾ يجوز أن يكون مفعولًا به على: اذكر، وأن يكون ظرفًا لما أضمر من جواب القسم وهو لتبعثن، وقد ذكر قبيل (٣).
(٢) اقتصر النحاس ٣/ ٦١٦ - ٦١٧ على الوجه الثاني والأخير. وانظر الأول في مشكل مكي ٢/ ٤٥٤. والثالث في التبيان ٢/ ١٢٦٩.
(٣) عند إعراب أول هذه السورة.