عليه ﴿لَمَرْدُودُونَ﴾، والتقدير: أَنُرَدُّ إذا كنا عظامًا نخرة؟
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٦) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (١٩) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصَى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (٢٢) فَحَشَرَ فَنَادَى (٢٣) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٢٦﴾:
قوله عز وجل: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ (هل) يجوز هنا أن يكون على بابه، وهو استفهام بمعنى التنبيه للمخاطب، على معنى: أن هذا مما يجب أن يعلم، ويُحَثُّ على استماعه، وأن يكون بمعنى قد (١).
﴿إِذْ نَادَاهُ﴾: (إذْ) ظرف، والعامل فيه معنى ﴿حَدِيثُ مُوسَى﴾، أي: هل أتاك ما كان منه؟ أي: من الحديث حين ناداه. وقيل: العامل فيه ﴿أَتَاكَ﴾، وليس بشيء، لأن الإتيان لم يقع في وقت الابتداء.
وقوله: ﴿طُوًى﴾ في موضع جر على البدل من الوادي، وقرئ: بالتنوين، على أنه اسم للوادي وهو مذكر، وبتركه (٢)، على أنه اسم للبقعة. وقيل: معدول عن طاوٍ، كعمر عن عامر (٣)، وقد مضى الكلام عليه في "طه" بأشبع من هذا (٤).
(١) الوجهان للنحاس ٣/ ٦١٩.
(٢) قرأ المدنيان، والبصريان، وابن كثير: (طوَى) غير منون. وقرأ الباقون: (طوىً) منونًا. انظر السبعة/ ٦٧١/. والحجة ٦/ ٣٧١ - ٣٧٢. والمبسوط / ٢٩٣/.
(٣) انظر هذا القول في معاني الفراء ٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣. ومعاني الزجاج ٥/ ٢٧٩. وإعراب النحاس ٣/ ٦١٩.
(٤) انظر إعرابه للآية (١٢) منها.