﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (٢٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَلَّا﴾ ردع وزجر، أي: لا تعد إلى مثله، وقد جوز أن يكون بمعنى حقًّا، فيكون متصلًا بما بعده. وقيل: بمعنى (ألَا) على افتتاح الكلام على معنى: أَلَا...
﴿إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ﴾: الضمير للسورة، أو للآيات، أو للأنبياء، أو للقصص، أو للمقالة، أو لمواعظ القرآن. ﴿تَذْكِرَةٌ﴾ أي: موعظة يجب الاتعاظ بها.
وقوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ (مَنْ) مبتدأ، خبره ﴿شَاءَ﴾، على معنى: من شاء ذكر القرآن فاتعظ بما فيه، وإنما لم يقل: ذكرها، لأن المراد بالتذكرة: القرآن والوحي، أو لأن التذكرة في معنى الذكر، أو الوعظ، أو التذكير. أو ذكره على معنى: من شاء الله ألهمه وفهمه القرآن. و (مَنْ) يجوز أن تكون شرطية، وأن تكون موصولة.
وقوله: ﴿فِي صُحُفٍ﴾ في موضع النعت لتذكرة، وما بينهما اعتراض، أي: مثبتة في صحف. ﴿مُكَرَّمَةٍ﴾ نعت لصحف، أي: مكرمة عند الله تعالى، وكذا ﴿مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ﴾ نعت بعد نعت، أي: مرفوعة في السماء السابعة، أو مرفوعة القدر، مصونة عن أن تنالها أيدي الشياطين. وكذا ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ﴾ في موضع الصفة لصحف. و ﴿مَا أَكْفَرَهُ﴾ في (ما) هنا وجهان،

= والكشاف ٤/ ١٨٥. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٣٠. كما نسبت في زاد المسير ٩/ ٢٨ إلى أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، وابن السميفع، والجحدري ونص ابن عطية على أنها بضم التاء، وسكون اللام.


الصفحة التالية
Icon