٥٨٦ -..................... فَحَقُّكَ مُضْؤوزٌ وَأَنْفُكُ راغِمُ (١)
قيل: وهي لغة لبني العنبر، وهي فِعْلى بالكسر. ويكون مصدرًا كالذكرى، والتقدير: قسمة ذاتُ ضئزى، أي: ذات نقصان، وفيها لغات سوى ما قرئ به: ضُوزَى من ضُزْتُهُ، وضُؤْزَى بالهمز، وضَأْزى بفتح الضاد والهمز. وضَأَزى بفتح الضاد والهمزة (٢).
وقوله: ﴿إِنْ هِيَ﴾ ضمير الأسماء المذكوره، وهي اللات والعزى ومناة. ﴿سَمَّيْتُمُوهَا﴾ أي: سميتم بها، يقال: سميته زيدًا، وسميته بزيد.
وقوله: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى﴾ (أم) هنا يجوز أن تكون متصلة وفي الكلام حذف، والتقدير: أتجعلون بحجة ودليل للإنسان ما تمنى فيعبد من يشاء (٣)، ويعطي العزة لمن يشاء، ويجعل لربه ما شاء من الأولاد؟ تعالى الله عما يقول الظالمون. وأن تكون منقطعة بمعنى بل وهمزة الاستفهام.
﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (٢٧) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (٢٨) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٢٩) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (٣٠)﴾:

(١) وصدره:
فإن تنأَ عنا ننتقصْكَ وإن تُقمْ......................................
وانظره جامع البيان ٢٧/ ٦٠. ومقاييس اللغة ٣/ ٣٨٠. والصحاح (ضيز). والنكت والعيون ٥/ ٣٩٩. والقرطبي ١٧/ ١٠٢.
(٢) انظر معاني الزجاج ٥/ ٧٣.
(٣) في (ب): ما يشاء.


الصفحة التالية
Icon