وقوله: ﴿يَقُومُ﴾ يجوز أن يكون بدلًا من ﴿لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ على المحل، وأن يكون ظرفًا لمضمر دل عليه ﴿مَبْعُوثُونَ﴾، أي: يبعثون يوم يقوم، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا واقع يوم يقوم، وأن يكون مبنيًّا على الفتح لإضافته إلى الفعل على مذهب أهل الكوفة، ويجوز في الكلام جره على البدل من ﴿لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (١).
﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (٨) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾ (كلا) هنا يجوز أن يكون ردعًا وزجرًا متضمنًا نفيًا فيوقف عليه، وأن يكون بمعنى حقًّا متصلًا بما بعده، واختُلف في أصله، فقال قوم: إنها كلمة واحدة من غير تركيب وضعت للردع والزجر وَجَرَتْ مجرى الأصوات، نحو: صه، ومه. وقال آخرون: الكاف للتشبيه دخلت على (لا)، وشُدِّدت للمبالغة، والوجه هو الأول.
و﴿سِجِّينٍ﴾ فِعِّيل من السجن وهو الحبس، ونونه أصلية، وقيل: بدل من اللام. الزمخشري: هو اسمُ عَلَمٍ منقول من وصف كحاتم، وهو منصرف لأنه ليس فيه إلا سبب واحد وهو التعريف، انتهى كلامه (٢).
وجاء في التفسير: أنه موضع في أسفل الأرض السابعة فيه كتاب الفاجر (٣).

(١) انظر هذه الأوجه في إعراب النحاس ٣/ ٦٥١. والمشكل ٢/ ٤٦٣.
(٢) الكشاف ٤/ ١٩٥.
(٣) انظر النكت والعيون ٦/ ٢٢٨. ومعالم التنزيل ٤/ ٤٥٩.


الصفحة التالية
Icon