وقرئ: (فَكَّ رَقَبَةً أو أَطْعَمَ)، على الفعل الماضي (١)، على تفسير اقتحام العقبة بالفعل، كما قال جل ذكره: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى... ﴾ الآية، ثم فسرها بقوله: ﴿خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ﴾ (٢).
وقرئ: (فَكُّ) برفع الكاف، (رَقَبَةٍ) بالجر، (أو إِطْعامٌ) بكسر الهمزة وألف بعد العين ورفع الميم وتنوينها (٣)، على: هي فك رقبة، وقد ذكر آنفًا، والمصدر مضاف إلى المفعول، وقوله: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ﴾ عطف عليه، ولا ضمير فيهما عند جمهور النحاة، لأن المصدر لا يتحمل الضمير، وذهب جماعة منهم (٤) إلى أن المصدر إذا عمل في المفعول كان فيه ضمير كاسم الفاعل (٥).
وقوله: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا﴾ الجمهور على جَرِّ ﴿ذِي﴾ على أنه صفة ليوم، و ﴿يَتِيمًا﴾ مفعول ﴿إِطْعَامٌ﴾، وقرئ: (ذا) بالنصب (٦)، وفيه وجهان:
أحدهما: منصوب بـ ﴿إِطْعَامٌ﴾، أي: وأن يطعم في يوم من الأيام ذا مسغبة، و ﴿يَتِيمًا﴾ بدل منه أو وصف له، وجاز وصف الصفة إذ لم تَجْرِ على موصوف، فأشبهت الاسم.
والشماني: صفة لـ ﴿يَوْمٍ﴾ على المحل دون اللفظ، لأن قوله: ﴿فِي يَوْمٍ﴾ منصوب المحل.
(٢) العبارتان من آل عمران (٥٩).
(٣) هذه قراءة الباقين من العشرة. وانظرها مع القراءة السابقة في السبعة / ٦٨٦/. والحجة ٦/ ٤١٣. والمبسوط / ٤٧٣/. والتذكرة ٢/ ٦٢٨.
(٤) في (ب): بعضهم. والعبارة من عند (ذهب) إلى (المصدر) ساقطة من (أ) و (ط).
(٥) انظر في هذا أيضًا: التبيان ٢/ ١٢٨٨ - ١٢٨٩.
(٦) قرأها علي - رضي الله عنه -، والحسن، وأبو رجاء. انظر إعراب النحاس ٣/ ٧٠٩. ومختصر الشواذ / ١٧٤/. والمحتسب ٢/ ٣٦٢. والكشاف ٤/ ٢١٤. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٠٨.