والثاني: أن فعلًا واحدًا لا ينصب مصدرين. أو مفسرٌ له، أو بدلٌ منه (١)، والفائدة منوطة بالصفة وهي الأوفى. والأوفى: الأَتَمُّ غاية التمام.
﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾ وما بعده إلى قوله: ﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ﴾ عطف على ﴿أَلَّا تَزِرُ﴾ (٢)، على أن هذه كلها في ﴿صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾، ولك أن تنصبها بفعل مضمر، أي: واعلمْ أن إلى ربك المنتهى.
والجمهور على الفتح في الجميع على أحد هذين التقديرين، وقرئ: بالكسر على الاستئناف، وكذا ما بعدها (٣). ﴿الْمُنْتَهَى﴾ مصدر بمعنى الانتهاء، أي: ينتهى إليه الخلق ويرجعون إليه.
والضمير في ﴿وَأَنَّهُ﴾ لله جل ذكره. ﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى﴾ بكسر التنوين وإسكان اللام وبعدها همزة مضمومة على الأصل (٤). و (عادَ لُّولى) بإدغام التنوين في اللام، وطرح همزة (أولى) ونقل حركتها إلى اللام (٥)، وقد
(٢) من الآية (٣٨).
(٣) يعني (إن) في هذه الآية والآيات التي بعدها، انظر هذه القراءة في الكشاف ٤/ ٤٢ دون نسبة، ونسبها أبو حيان ٨/ ١٦٨، والسمين الحلبي ١٠/ ١٠٥ إلى أبي السمال.
(٤) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٥) قرأها المدنيان، والبصريان. انظر السبعة / ٦١٥/. والحجة ٦/ ٢٣٧. والمبسوط / ٤٢٠/. والتذكرة ٢/ ٥٧٠ - ٥٧١.