هدى، وبعضه بَرًّا وبعضه فجورًا، على ما فسر (١).
﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (١٢) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (١٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَنْ أَعْطَى﴾ (مَن) موصولة، وقيل: شرطية (٢)، والوجه هو الأول لكونه مختصًا، إذ المراد به أبو بكر الصديق رضي الله عنه (٣).
وقوله: ﴿بِالْحُسْنَى﴾ صفةٌ حُذِفَ موصوفها، أي: بالمثوبة الحسنى، وهي الجنة، أو الخصلة الحسنى، وهي الإيمان، أو بالكلمة الحسنى، وفي لا إله إلا الله، أو بالملة الحسنى، وهي ملة الإسلام على ما فسر (٤). وكذا (اليسرى)، أي: للحالة، أو للطريقة اليسرى. واليسرى: تأنيث الأيسر، أي: السهلة. وكذا (العسرى) أي: للحالة أو للطريقة العسرى.
وقوله: ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾ (ما) يجوز أن تكون استفهامية منصوبة المحل، بـ ﴿يُغْنِي﴾، أي: أي شيء يغني عنه ماله؟ بمعنى: لا يغني شيئًا. وأن تكون نافية، فيكون مفعول ﴿يُغْنِي﴾ محذوفًا، أي: ليس يغني عنه ماله إذا تردى شيئًا، و ﴿تَرَدَّى﴾ تفعّل من الردى، وهو الهلاك، و ﴿إِذَا﴾ معمول ﴿يُغْنِي﴾.
{فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى

(١) انظر النكت والعيون ٦/ ٢٨٧. ومعالم التنزيل ٤/ ٤٩٤. وهو قول ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في زاد المسير ٩/ ١٤٦.
(٢) اقتصر مكي ٢/ ٤٧٩ على هذا القول الثاني.
(٣) كون المراد به الصديق - رضي الله عنه - هو قول عامة أهل التفسير. انظر جامع البيان ٣٠/ ٢٢١. والنكت والعيون ٦/ ٢٨٧. وأسباب النزول / ٤٧٩/.
(٤) انظر جامع البيان ٣٠/ ٢١٩ - ٢٢٠. والنكت والعيون ٦/ ٢٨٧ - ٢٨٨. والكشاف ٤/ ٢١٧.


الصفحة التالية
Icon