قيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر ليس فيه ليلة القدر.
وقوله: ﴿تَنَزَّلُ﴾: أصله تتنزل، فحذفت إحدى التاءين كراهة اجتماعهما في صدر الكلمة.
وقوله: ﴿وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ ابتداء وخبر، والضمير المجرور في ﴿فِيهَا﴾ للملائكة، ويجوز أن يكون (الروح) عطفًا على ﴿الْمَلَائِكَةُ﴾، و (فيها) من صلة ﴿تَنَزَّلُ﴾ أو من صلة محذوف، فيكون حالًا من ﴿الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ أي: كائنين فيها، والضمير في ﴿فِيهَا﴾ على هذا المجرور لـ ﴿لَيْلَةُ﴾.
وقوله: ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾ من صلة ﴿تَنَزَّلُ﴾، أي: تنزل الملائكة بإذن الله لهم في النزول (١). و ﴿مِنْ﴾ بمعنى الباء، كقوله: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ (٢)، أي: بأمر الله، على أحد التأويلين (٣).
﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (إسلام) هنا يجوز أن يكون على بابه بمعنى التسليم، وأن يكون موضوعًا موضع اسم الفاعل الذي هو مُسَلِّمة، أو سالمة على ما يأتي بيانها إن شاء الله تعالى، أو المفعول الذي هو مُسَلَّمة.
وفي ارتفاع ﴿هِيَ﴾ وجهان: إما على الابتداء وخبره ﴿سَلَامٌ﴾، أو على الفاعلية بـ ﴿سَلَامٌ﴾ لكونه مصدرًا، كما تقوله: ضرْبٌ زيدٌ، أو على رأي أبي الحسن إن جعلته بمعنى اسم الفاعل أو المفعول.
فإذا فهم هذا فقوله عز وعلا: ﴿حَتَّى﴾، يجوز أن يكون متصلًا بقوله:
(٢) سورة الرعد، الآية: ١١.
(٣) انظر إعرابه للآية السابقة.