وقرئ أيضًا: (لَيَنبذَنَّه) بفتح الياء على البناء للفاعل (١) وهو المال، أي: ليطرحنه مالُه في الحطمه.
وقرئ كذلك إلا أنه بالنون مكان الياء (٢)، على إخبار الله عز وجل عن نفسه، أنه يَنْبُذُ جامعَ المال فيها.
والحُطَمَةُ: النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يُلقى فيها، أي تكسر وتأتي عليه. ويقال للرجل الأكول: إنه لحطمة. والحَطْمَةُ: السنه الشديدة، هكذا أخبرني شيخنا أبو اليمن الكندي رحمه الله بفتح الحاء وإسكان الطاء (٣). [بقراءتي عليه في داره في بعض شهور سنة اثنتين وستمائة].
﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)﴾:
قوله عز وجل:. ﴿نَارُ اللَّهِ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: هي نار الله.
وقوله: ﴿الَّتِي﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع على أنها نعت بعد نعت لـ ﴿نَارُ اللَّهِ﴾، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هي، وأن يكون في موضع نصب بإضمار فعل.
و﴿الْأَفْئِدَةِ﴾ جمع الفؤاد وهو القلب، وقد ذكرت فيما سلف من الكتاب أنها جمع قلة استعمل في موضع الكثرة.
وقوله: ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ﴾ أي: إن الحطمة مؤصدة، أي: مطبقة، وقد مضى الكلام عليها في "البلد" (٤).

(١) ذكرها ابن خالويه في المختصر / ١٧٩/ عن أبي عمرو، وهي في القرطبي ٢٠/ ١٨٤ رواية عن الحسن.
(٢) يعني (لننبذنه)، وهي رواية عن الحسن أيضًا كما في القرطبي الموضع السابق.
(٣) كذا أيضًا في الصحاح (حطم).
(٤) آية (٢٠).


الصفحة التالية
Icon