وتخفيف العين (١)، على معنى: يتركه فلا يراعيه اطَّراحًا له، وقد أُمِيتَ ماضيه في حال السعة والاختيار، فلا يقال: ودعه، وإنما يقال: تركه، ولا وادع، ولكن تارك، وقد جاء في الشعر ودعه، قال:

٦٤٠ - لَيت شعْري عن خليلي ما الذي غاله في الحُبِّ حتى وَدَعَه (٢)
وقوله: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ في الكلام حذف مفعول وحذف مضاف، والتقدير: ولا يحث غيره على إطعام طعام المسكين من أجل بخله به، ويجوز أن يكون قد وضع الطعام موضع الإطعام، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب فاعرفه (٣).
﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾:
قوله عز وجل ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ نهاية صلة الموصول ﴿سَاهُونَ﴾، و ﴿عَنْ﴾: من صلته، والفائدة منوطة به وعليه الاعتماد، أعني: على ﴿سَاهُونَ﴾، قيل: ودخول الفاء في قوله: ﴿فَوَيْلٌ﴾ يدل على أنهم هم المذكورون فيما قبل، وأقيم المظهر مقام المضمر، والتقدير: فويل له أو لهم، لأن قوله: ﴿الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾ وإن كان لفظه على الوحدة، فإن معناه الجمع، إذِ المراد به الجنس. قيل: وإنما عدل عن ضميرهم إلى المظهر، لأنهم كانوا مع التكذيب وما أضيف إليهم ساهين عن الصلاة، مرائين غير مُزَكِّين أموالهم.
قيل: فإن قيل: ما الفرق بين ﴿عَنْ صَلَاتِهِمْ﴾ وبين (في صلاتهم)؟
(١) قرأها أبو رجاء كما في إعراب النحاس ٣/ ٧٧٥. وإعراب القراءات السبع ٢/ ٥٣٥. والمحتسب ٢/ ٣٧٤. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٧٠. وأضافها في مختصر الشواذ / ١٨١/ إلى علي - رضي الله عنه -، واليماني، والحسن أيضًا.
(٢) تقدم هذا الشاهد برقم (٦٣٨).
(٣) انظر إعرابه للآية (٣٤) من الحاقة.


الصفحة التالية
Icon