* بلال خيرُ الناسِ وابنُ الأخْيَرِ (١) *
وهو مع ذلك أصل مرفوض، أعني إتيان الهمزة قبلهما، قال الجوهري: وفلان شر الناس، ولا يقال: أشر الناس إلا في لغة رديَّة، انتهى كلامه (٢).
ومحل قوله: ﴿مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ النصب بقوله: ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾.
﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً﴾ (فِتنةً) يجوز أن يكون مفعولًا له، أي: باعثوها امتحانًا لهم وابتلاءً، وأن يكون في موضع الحال من المنوي في ﴿مُرْسِلُو﴾، أي: باعثوها مُبْتَلِين. وقيل: هو منصوب على المصدر، أي: فتناهم بذلك فتنة (٣).
وقوله: ﴿وَاصْطَبِرْ﴾ الطاء مبدلة من التاء، وأصله واصتبر، فأبدلوا منها الطاء لتوافق الصاد في الإطباق مع مؤاخاتها في المخرج، والمعنى: واصبر على أذاهم.
وقوله: ﴿قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ﴾ تسمية للمفعول بالمصدر، كضرب الأمير، وخلق الله، أي: مقسوم بينهم، أي بين ثمود وبين الناقة، وإنما جُمع جَمع من يعقل تغليبًا للعقلاء.
(٢) الصحاح (شرر).
(٣) مشكل مكي ٢/ ٣٣٩.