وقوله: ﴿كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ الشرب: النصيب، والمعنى: كل نصيب من الماء يحضره صاحبه في يومه.
وقوله: ﴿فَتَعَاطَى﴾ أي: فتناول الفعل، من عَطَوْتُ الشيءَ، إذا تناولته.
وقوله: ﴿كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ أي: كهشيم الرجل المحتظر، وهو الذي يعمل الحظيرة، ويجمع فيها الهشيم لغنمه، وهو من الحظر، والحظر: المنع. والهشيم في اللغة اليابس المتكسر من الشجر وغيره.
والجمهور على كسر ظاء ﴿الْمُحْتَظِرِ﴾ وقد أوضحت آنفًا، وقرئ: (المُحْتَظَر) بفتح الظاء (١)، وفيه وجهان، أحدهما: مصدر، أي كهشيم الاحتظار، كقولهم: عود النجارة، وحَجر البناء. والثاني: موضع الاحتظار، أي: الحظيرة.
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا﴾ قيل: ﴿حَاصِبًا﴾ أي: سحابًا حصبهم، أي: رماهم بالحصباء، وهي الحصى الصغار. وقيل: ﴿حَاصِبًا﴾ أي: ريحًا فيها الحصباء (٢).
وقوله: ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ﴾ نصب على الاستثناء، والاستثناء متصل، لأن

(١) قرأها الحسن، وأبو رجاء، وقتادة. انظر معاني الفراء ٣/ ١٠٨. وجامع البيان ٢٧/ ١٠٣. ومختصر الشواذ/ ١٤٨/. والمحتسب ٢/ ٢٩٩. والكشاف ٤/ ٤٧. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣١٠. وزاد المسير ٨/ ٩٨.
(٢) انظر القولين وغيرهما في النكت والعيون ٥/ ٤١٧ - ٤١٨.


الصفحة التالية
Icon