الحاصب أرسلت على الجميع فأهلكتهم إلا آل لوط. وقيل: هو منقطع، فالحاصب على هذا لم ترسل على آل لوط (١).
وقوله: ﴿بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً﴾ (سحر) هنا نكرة، فلذلك انصرف، والباء في ﴿بِسَحَرٍ﴾ للحال، أي: نجيناهم ملتبسين أو مسحرين، و ﴿نِعْمَةً﴾ مفعول له، أي: نجيناهم إنعامًا منا عليهم، أي: للإنعام عليهم.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي﴾ محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: نجزي من شكر جزاء مثل ذلك الجزاء.
وقوله: ﴿وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً﴾ الجمهور على تنوين ﴿بُكْرَةً﴾ لكونهم أرادوا التنكير، وقرئ: بغير تنوين (٢)، على إرادة التعريف.
﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (٤٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ﴾ إنما أُفْرِدَ ﴿مُنْتَصِرٌ﴾ حملًا على لفظ الجميع، ولو حمل على المعنى لقيل: منتصرون.
وقوله: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ﴾ الجمهور على البناء للمفعول، وقرئ: (سنهزمُ الجمعَ) بالنون ونصب (الجمع) (٣) على البناء للفاعل، وهو الله جل ذكره، ووجه كليهما ظاهر.
(٢) قرأها زيد بن علي كما في البحر ٨/ ١٨٢. والدر المصون ١٠/ ١٤٤.
(٣) انفرد ابن مهران في المبسوط/ ٤٢١/ بنسبتها إلى يعقوب عن طريق روح، وهي قراءة أبي حيوة، وزيد عن يعقوب. وانظر النشر ٢/ ٣٨٠. ومختصر الشواذ / ١٤٨/. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣١٤. وزاد المسير ٨/ ١٠٠. والقرطبي ١٧/ ١٤٥ ونسبت فيه إلى رويس عن يعقوب.