والريحان: الرزق، والعرب تقول: خرجت أطلب ريحان الله (١)، أي: رزق الله، وفي الحديث: "الولد من ريحان الله" (٢). وقيل: الريحان: المشموم (٣). واختلف النحاة في وزنه على وجهين: أحدهما: فَيْعِلان في الأصل وعينه محذوفة، وأصله: رَيْوحان، فقلبت الواو ياء لاجتماعهما، وسبق أحدهما بالسكون فبقي رييحان، ثم أدغمت الياء في الياء فبقي ريَّحان، ثم خفف فبقي (رَيْحان) ووزنه فيلان.
والثاني: فعلان كلبّان، وأصله: روحان، فقلبت واوه ياء لخفة الياء، كما قلبت في أَشاوَى فبقي (ريحان) كما ترى (٤).
وقوله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ الباء من صلة ﴿تُكَذِّبَانِ﴾، وحُكْمُ ما بعده حكمه.
﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٦) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٨) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (١٩) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ محل الكاف الجر لكونه نعتًا لـ ﴿صَلْصَالٍ﴾، والصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ، له
(٢) في الحديث أن خولة بنت حكيم زعمت أن رسول -صلى الله عليه وسلم- خرج محتضنًا أحد ابني ابنته وهو يقول: "والله إنكم لَتُجَبِّنُونَ وتُبَخِّلُونَ، وإنكم لمن ريحان الله". أخرجه الإمام أحمد ٦/ ٤٠٩. والترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في حب الولد (١٩١١).
(٣) قاله ابن عباس -رضي الله عنهما-، والضحاك، والحسن، وابن زيد. انظر جامع البيان ٢٧/ ١٢٢. والنكت والعيون ٥/ ٤٢٦.
(٤) انظر هذا التصريف في الحجة ٦/ ٢٤٦. والمشكل ٢/ ٣٤٣. والكشف ٢/ ٣٠٠.