قيل: وأُنِّث ضمير الشجر على المعنى، وذُكِّر على اللفظ في قوله: ﴿مِنْهَا﴾ و ﴿عَلَيْهِ﴾ (١).
وقيل: الضمير في ﴿عَلَيْهِ﴾ للزقوم، أو للمأكول، والأول أمتن (٢).
وقوله: ﴿فَمَالِئُونَ﴾ ﴿فَشَارِبُونَ﴾ عطف على قوله: ﴿لَآكِلُونَ﴾.
وقوله: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ قرئ: بالحركات الثلاث (٣)، أما الفتح: فمصدر بلا مقال، وأما الضم: ففيه وجهان، أحدهما: اسم للمصدر. والثاني: مصدر كالفتح. وأما الكسر: فبمعنى المشروب كالطحن بمعنى المطحون، أي: فشاربون ما يشربه الهيمُ. وقيل: هن لغات في المصدر (٤). وانتصابه: على تقدير شرْبًا، مثل شرب الهيم، فحذف الموصوف والمضاف.
والهِيم: جمع أهيم، وهو الذي أصابه الهيام، وهو داء يأخذ الإبل من العطش، فلا يزال يشرب حتى يهلك، والأنثى هيماء، ولم يضم أوله لئلا ينقلب الياء واوًا.
{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (٦٢ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ
(٢) انظر المحرر الوجيز ١٥/ ٣٧٦. والقرطبي ١٧/ ٢١٤.
(٣) أما الضم والفتح فمن المتواتر، فقد قرأ المدنيان، وعاصم، وحمزة: (شُرْبَ) بضم الشين. وقرأ الباقون: (شَرْبَ) بفتحها. انظر السبعة/ ٦٢٣/. والحجة ٦/ ٢٦٠. والمبسوط/ ٤٢٧/. والتذكرة ٢/ ٥٧٩. وأما كسر الشين: فهي لمجاهد، وأبي عثمان النهدي كما في مختصر الشواذ / ١٥١/. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٧٦ - ٣٧٧. والبحر ٨/ ٢١٠.
(٤) قاله ابن خالويه في إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٤٥ عن الكسائي. وانظر الصحاح (شرب).