من فقهاء الصحابة والتابعين (١). وعلى الثاني: خبرٌ، والضمة ضمة إعرابٍ، والمعنى: لا يمسه إلا الملائكة.
والجمهور على تخفيف الطاء وفتح الهاء، وفعله طَهَّرَ، طَهَّرَهُم الله من الذنوب والخطايا، فهم مطهرون، وقرئ: (إلا المُطَّهِّرُونَ) بتشديد الطاء وكسر الهاء (٢)، وأصله: المتطهرون، فأدغمت التاء في الطاء، وبه قرئ أيضًا، أعني بالأصل (٣). و (المُطْهَرون) بإسكان الطاء وفتح الهاء مخففة (٤)، من أطهره بمعنى طَهَّره. وقرئ أيضًا كذلك، غير أنه بكسر الهاء (٥)، بمعنى يُطَهرون أنفسهم أو غيرهم بالاستغفار لهم وما يُنَزِّلونه من الوحي.
وقوله: ﴿تَنْزِيلٌ﴾ الجمهور على رفعه، على: هو تنزيل، أو صفة أخرى لقرآن، أي: مُنزل من رب العالمين، تسمية للمفعول بالمصدر، كخلق الله، وضرب الأمير، أو وُصِفَ بالمصدر لكونه نُزِّل نجومًا (٦) دون سائر الكتب المنزلة، فكأنه في نفسه تنزيل، كقولك: رجل صَوْمٌ، وزَوْزٌ. وقرئ: (تنزيلًا) بالنصب (٧) على: نُزِّلَ تنزيلًا.
(٢) هذه قراءة سلمان -رضي الله عنه-، والحسن، وعبد الله بن عون. انظر مختصر الشواذ/ ١٥١/. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٨٧. والبحر ٨/ ٢١٤. والدر المصون ١٠/ ٢٢٦.
(٣) يعني (المتطهرون). ذكرها الزمخشري ٤/ ٦٢. وأبو حيان ٨/ ٢١٥. والسمين ١٠/ ٢٢٦ دون نسبة.
(٤) قرأها عيسى الثقفي، ورويت عن نافع، وأبي عمرو. انظر مختصر الشواذ، والمحرر الوجيز، والبحر المحيط، والدر المصون، المواضع السابقة.
(٥) يعني على قول المؤلف: (المطْهِرون). لكن ضبطها ابن عطية، وأبو حيان، والسمين الحلبي هكذا (المطَهِّرون) ونسبوها إلى سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، انظر مواضع التخريج السابق.
(٦) يعني منجمًا، أي مفرقًا حسب الحوادث.
(٧) كذا هذه القراءة دون نسبة في الكشاف ٤/ ٦٢. والبحر ٨/ ٢١٥. والدر المصون ١٠/ ٢٢٦. وروح المعاني ٢٧/ ١٥٥.